غياب المبدعين- تكريم لمن يستحق أم مجاملات عابرة؟
المؤلف: خميس الزهراني10.02.2025

بكلّ صراحة ووضوح، أقولها لكم دون مواربة أو تجميل: أنتم القمم الشامخة، والنجوم المتلألئة في سماء الإبداع.
إنّ غيابكم، أيّها المبدعون الأفذاذ، لم يزدكم إلاّ تألقًا وبريقًا، بل أصدّقكم القول إنّ هذا الغياب قد أثار حراكًا محمودًا، إذ علت الأصوات متسائلة: أين هم أولئك الروّاد؟ لماذا غابت تلك القامات السامقة التي أسست وأنجبت هذه الوجوه الجديدة المكرّمة؟
إنّ مجرّد سماع هذه التساؤلات لهو تكريم بحدّ ذاته، ووسام مشرّف يثلج الصدور ويملأها سرورًا.
في الحقيقة، إنّ هذا التغييب أو الغياب ليس مجرّد أمر عابر أو طارئ، بل هو مؤشّر خطير على وجود خلل واختلال، سواء كان ذلك ناتجًا عن قصور في استكشاف المواهب المتميّزة، أو عن تهاون في التقييم الصحيح، أو حتّى عن مجاملات عابرة لا ترقى إلى مستوى المسؤولية.
في أيّ مشهد احتفاليّ للتكريم، عندما تغيب الأسماء اللامعة التي كان لها الفضل الأكبر في بناء صروح الإبداع الشامخة، بينما تتصدّر المنصّة وجوه لم تترك بصمة واضحة أو أثرًا مماثلًا، فإنّ ذلك يدلّ على وجود نقص واضحة واضطراب.
أتمنّى ألّا يُفهم كلامي على أنّه انتقاص من قدر أحد، حاشا لله، ولكنّه في جوهره تساؤل مشروع عن معادلة مختلّة ومعايير غير منصفة: كيف يُكرّم البعض لمجرّد الحضور والمشاركة، بينما يبقى أصحاب العطاء الحقيقيّ، الذين بذلوا الغالي والنفيس، في الظلّ بعيدًا عن الأضواء الكاشفة؟
إنّ التكريم ليس مجرّد درع أو شهادة تقدير، وفلاشات كاميرات يلتقطها المسؤولون بجوار الفائز، بل هو رسالة اعتراف وتقدير وعرفان بالجميل، وبلسم شافٍ يضمد جراح النفوس التي أفنت زهرة شبابها ووقتها الثمين في خدمة أوطانها ومجتمعاتها.
فلنتّفق جميعًا على أنّ الاحتفاء بالتكريمات هو أمر نبيل وجميل، ولكنّه حتمًا سيفقد رونقه وبريقه إذا غاب عنه أصحابه الحقيقيّون، وأهله الذين يستحقونه بجدارة.
عندما تتحوّل الجوائز إلى مجرّد بروتوكولات فارغة أو مجاملات عابرة لا قيمة لها، فإنّها تتحوّل من وسام استحقاق إلى مجرّد إجراء شكليّ باهت، وصورة نمطيّة مكرّرة في استعراض سنويّ لا روح فيه.
إنّ العدل والإنصاف الحقيقيّ لا يعني فقط منح الجائزة لمن يستحقّها عن جدارة واستحقاق، بل يعني أيضًا عدم منحها لمن لا يستحقّها، حتّى لا يكون ذلك طعنة غادرة في خاصرة المصداقية للتكريم ذاته، وتقويضًا لقيمته الحقيقيّة.
خلاصة القول، أيّها الأحبّة الكرام.. إنّ المبدعين الحقيقيّين لا ينتظرون التكريم، لأنّ تاريخهم المشرف يشهد على إبداعهم، وحاضرهم يجسّد عطاءهم المتميّز، وهم شهود عيان على عظم إنجازاتهم.
ولكن، قبل أن نختتم هذه المقالة، دعونا نطرح السؤال مرّة أخرى بإلحاح: ألا يستحقّون على الأقلّ أن يُنصفوا ويُرفع الظلم عنهم؟
إنّ غيابكم، أيّها المبدعون الأفذاذ، لم يزدكم إلاّ تألقًا وبريقًا، بل أصدّقكم القول إنّ هذا الغياب قد أثار حراكًا محمودًا، إذ علت الأصوات متسائلة: أين هم أولئك الروّاد؟ لماذا غابت تلك القامات السامقة التي أسست وأنجبت هذه الوجوه الجديدة المكرّمة؟
إنّ مجرّد سماع هذه التساؤلات لهو تكريم بحدّ ذاته، ووسام مشرّف يثلج الصدور ويملأها سرورًا.
في الحقيقة، إنّ هذا التغييب أو الغياب ليس مجرّد أمر عابر أو طارئ، بل هو مؤشّر خطير على وجود خلل واختلال، سواء كان ذلك ناتجًا عن قصور في استكشاف المواهب المتميّزة، أو عن تهاون في التقييم الصحيح، أو حتّى عن مجاملات عابرة لا ترقى إلى مستوى المسؤولية.
في أيّ مشهد احتفاليّ للتكريم، عندما تغيب الأسماء اللامعة التي كان لها الفضل الأكبر في بناء صروح الإبداع الشامخة، بينما تتصدّر المنصّة وجوه لم تترك بصمة واضحة أو أثرًا مماثلًا، فإنّ ذلك يدلّ على وجود نقص واضحة واضطراب.
أتمنّى ألّا يُفهم كلامي على أنّه انتقاص من قدر أحد، حاشا لله، ولكنّه في جوهره تساؤل مشروع عن معادلة مختلّة ومعايير غير منصفة: كيف يُكرّم البعض لمجرّد الحضور والمشاركة، بينما يبقى أصحاب العطاء الحقيقيّ، الذين بذلوا الغالي والنفيس، في الظلّ بعيدًا عن الأضواء الكاشفة؟
إنّ التكريم ليس مجرّد درع أو شهادة تقدير، وفلاشات كاميرات يلتقطها المسؤولون بجوار الفائز، بل هو رسالة اعتراف وتقدير وعرفان بالجميل، وبلسم شافٍ يضمد جراح النفوس التي أفنت زهرة شبابها ووقتها الثمين في خدمة أوطانها ومجتمعاتها.
فلنتّفق جميعًا على أنّ الاحتفاء بالتكريمات هو أمر نبيل وجميل، ولكنّه حتمًا سيفقد رونقه وبريقه إذا غاب عنه أصحابه الحقيقيّون، وأهله الذين يستحقونه بجدارة.
عندما تتحوّل الجوائز إلى مجرّد بروتوكولات فارغة أو مجاملات عابرة لا قيمة لها، فإنّها تتحوّل من وسام استحقاق إلى مجرّد إجراء شكليّ باهت، وصورة نمطيّة مكرّرة في استعراض سنويّ لا روح فيه.
إنّ العدل والإنصاف الحقيقيّ لا يعني فقط منح الجائزة لمن يستحقّها عن جدارة واستحقاق، بل يعني أيضًا عدم منحها لمن لا يستحقّها، حتّى لا يكون ذلك طعنة غادرة في خاصرة المصداقية للتكريم ذاته، وتقويضًا لقيمته الحقيقيّة.
خلاصة القول، أيّها الأحبّة الكرام.. إنّ المبدعين الحقيقيّين لا ينتظرون التكريم، لأنّ تاريخهم المشرف يشهد على إبداعهم، وحاضرهم يجسّد عطاءهم المتميّز، وهم شهود عيان على عظم إنجازاتهم.
ولكن، قبل أن نختتم هذه المقالة، دعونا نطرح السؤال مرّة أخرى بإلحاح: ألا يستحقّون على الأقلّ أن يُنصفوا ويُرفع الظلم عنهم؟